لا شك في فضل الأعمال الصالحة في العشر الأوائل من ذي الحجة فقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل هذه الأيام فقال:”ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ” يعني : أيام العشر. ولا جهاد في سبيل الله ؟ قال : ” ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع من ذلك بشيء ”
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: ” ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ” .
وإليك أخي المسلم بعض الأعمال الصالحة المستحبة في هذه الأيام:
1)أداء الحج والعمرة ، وهو أفضل ما يعمل ، ويدل على فضله عدة أحاديث منها قوله – صلى الله عليه وســلم – : “العـمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجـنة “.
2)صيام هذه الأيام، وبالأخص يوم عرفة ،فقد رُوي عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه:”كان رسول الله يصلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر” رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحبابا شديدا. وعن صوم يوم عرفة عن مسلم عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قــــال : (صيـام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده). ولا شك أن الصيام أصلاً من أفضل الأعمال، وهو ما اصطفاه الله لنفسه كما في الحديث القدسي ” الصوم لي وأنا أجزي به , قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا “.
3)التكبير والتهليل والتحميد والذكر في هذه الأيام لقوله تعالى: “ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون” سورة الحج وقد فســرت بأنها أيام العشر واستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها ، لحديث ابن عمر “فأكـثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.وقد كان عبد الله ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في العشر فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما.
والمستحب عن بعض العلماء أن يردد المسلم في أيام العشر:”الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق، والدور والطرق والمساجد وغيرها لقوله تعالى “ولتكبروا الله على ما هداكم”.
4)كثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والجهاد وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهمها وأولها الصلاة في جماعة.
5)الحرص على أداء صلاة العيد وعلينا معرفة أن هذا يوم العيد يوم فرحة وسرور فإدخال الفرحة على بيت أهلك واجب، والعيد يوم شكر وعمل فلا نجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات كالأغاني والملاهي والإختلاط المحرم ونحوها مما يــــكون سببا لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر.
6)ينبغي على كل مسلم أن يستغل هذه الأيام في طاعة الله عز وجل وشكره على نعمائه وفضله وقد أخبر سبحانه أنه إنما يعبده من شكره، فمن لم يشكره لم يكن من أهل عبادته: “وَاشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” ومن رزق شكر الله رزق الزيادة “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ”.
7)التوبة إلى الله والندم على ما فات والاقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب حتى يترتب علـى الأعمال المغفرة والرحمة فالمعاصي سبب البعد والطرد والطاعات أسباب القرب والود، ففي حديـث النبي صلى الله عليه وسلم قـال :(إن الله يغار وغيرة الله ان يأتي المرء ماحرم الله عليه).
8)الأضحية وهي سنة أبينا إبراهيم عليه السلام حيـن فدى الله ولـده بذبح عظيم